ينبثق الفرح من قلب الفوضى أحياناً، مثلما ينبثق النور من قلب الظلمة. والروائية منال العتيبي في روايتها هذه تنثر الفرح في اللحظة التي كاد أبطالها يفقدون معنى الحياة، وذلك ما يسمّى الأمل، كأنها تقول لهم اتبعوا خيال الضوء الذي يكمن في آخر النفق.
تتبع رواية "فوضى الفرح" حيوات أشخاص تعرَّضوا لفقدان: أمٌ تفقد ابنها فجأة، وشاب يُفقِدُهُ الموت محبوبته؛ ويفشل في إقامة علاقة ناجحة أخرى، وشابةٌ يتخلى عنها عريسها ليلة الزواج؛ وتحاول النهوض بقوة قبل أن يدركها الفشل.
هذه المسافة بين التسليم القدري وبين الفعل الإنساني المزاوج للتسليم هي ما تقطعه الرواية في رصدها للحظات معيشية تفوق فيها فوضى الحواس كل طاقات النفس. لحظات سوف تمضي يدرك بعدها كلّ من عانى أنّ الزمن يشفي كل شيء وما حَسبَهُ نهايته يغدو في النهاية بدايته، والحياة التي كاد يفقدها بين لحظة وأخرى عبَّر عنها ولاَ يزال يُعبّر… تقول الروائية منال العتيبي: "مهما حاولتَ فهم الحياة، وما هي الطريقة التي ستصل بها للفرح؟ ستتعثرّ.. وعبثّا تلك الخطوات التي تخطوها لأحلامك. لا بدّ من أن نتعثر، ننكسر، نفقد، وأن ندخل في دوامة الفوضى لنخرج منها لباب الفرح بنجاح".
Share message here, إقرأ المزيد
فوضى الفرح