التطرف كأي ظاهرة اجتماعية لا تحدث من فراغ، ولا تحصل عن طريق الصدفة أو بشكل مفاجئ، بل لكل ظاهزة اجتماعية أسباب وعوامل تنبثق منها.
وقد تتعدد الأسباب والعوامل التي تصنع الظاهرة الاجتماعية، وتتفاوت نسب تأثيرها، فلا ينفرد بإنتاجها عامل واحد، ولا يتساوى حجم تأثير العوامل المختلفة فيها.
لكن ما لايُشك فيه أن للثقافة والفكر دورًا أساسًا في صنع ظاهرة التطرف، وخاصة حينما ينطلق التطرف من خلفية دينية، فذلك يعني أن تفسيرًا ما للدين دفع بمعتنقيه إلى منزلق التطرف، وصنع في نفوسهم القابلية لممارسته، كفعل مشروع ومطلوب دينيًا.
على أن هناك مرجعية لا يمكن تجاوزها في فهم الدين وتشخيص تطبيقاته في شؤون الحياة، هي مرجعية العقل، فالدين خطاب للإنسان بما هو كائن مفكر عاقل، «والشرع سيد العقلاء» كما يقول علماء الأصول.