«لو أردتُ أن أرسم التضاريس الكتابية لقلم أخي منيف فسأخرج بملامح واضحة يتحسسها ويلمسها كل قارئ يمرّ على الكتاب، ومن أهم هذه الملامح:
أولاً: القدرة على الكتابة الساخرة، وهذا يؤكد أننا بصدد ولادة كاتب ساخر يأتي إلي الساحة مدججاً بأدوات الأدب الساخر الذي أصبح شحيحاً هذه الأيام، ولو أردنا تمثيلاً لذلك سنجد عناوين مثل: «خذ الآيزو واعمل اللي انت عايزو»، و«التسكع الافتراضي»، و«الكارزما لا تموت»، و«اخلع نعليك»، و«مصنع العالم زورونا بعد كورونا»، و«بين العطايف والبوليفار». إلخ.
ثانياً: المقالات انحازت كثيراً إلى مجال التربية والأدب والتعليم، ولا عجب في ذلك، فقراءات منيف قريبة من هذه الحقول، لذلك كانت المقالات من صميم القراءات.
ثالثاً: حاول الكاتب أن يفعّل النصّ الغائب من خلال استخدام العناوين المشهورة، وتوظيفها لصالحه، مثل: «الرجال من المريخ والنساء من الزهرة»، و«جامعة الغربان»، و «في صالون العقاد كانت لنا أيام»، و«ليتني كنت تنبلاً»، و«إني أتنفّس تحت الماء». إلخ».