دخّن بيتر بْلَد، وهو حاصل على شهادة بكالوريوس في الطب فضلاً عن أمور أخرى إلى جانب هذا، دخّن غليوناً وسقى نبيتات إبرة الراعي في صندوق نافذته فوق الممر المائي في بلدة بريدج ووتر في كاونتية / مقاطعة سومرست.

كان فكْرُه موزّعاً بين عمله وجموع الناس في الشارع الضيق الواقع في الأسفل، تألّفت هذه الجموع المثارة في الأغلب من رجال وُضعت في قبعاتهم فروع خضر وفي أيديهم أسلحة عبثية إلى أقصى حد؛ حمل بعضهم، وهذا صحيح، أسلحةً نارية وسيوفاً؛ لكن أغلبهم كانوا مسلحين بهراوات وسكاكين زراعة؛ كانوا نسّاجين؛ ونجارين وبنّائين وصانعي أحذية وممثلين لمهن كثيرة أخرى، خرجتْ بلدة بريدج ووتر، مثلها كمثل عاصمة كاونتية سومرست: تاونتون، لتقديم الدعم الكامل لدوق مونماوت، الذي كان يطالب بالعرش الإنجليزي وثار على الملك جايمس الثاني.

لكن، بيتر بْلَد، الذي تدرب واكتسب مهارة كجندي، وهو يقيناً لم يكن جباناً، راح يسقى نبيتاته من إبرة الراعي ويدخن غليونه في مساء تموز الدافئ ذلك كأنه لا يوجد أي شيء كالتمرد هذا؛ كان هؤلاء المتمردون بالنسبة إليه حمقى، يندفعون بجنون نحو دمارهم.

كما ترون، عرف هو الكثير عن هذا الشخص مونماوث، عرف بأن ليس لديه حق قانوني بالمطالبة بالعرش وأن هذا التظاهر العبثي لا بد أن ينتهي بدمار وكارثة فقط، كيف يمكن أن يأمل بأن تبتلع إنجلترا خديعة كتلك؟ ضحك السيد بْلَد وتنهد، وتساءل كم من رجال البلدة الغربية البسطاء هؤلاء سيلقون حتفهم قبل شروق شمس يوم آخر؛ نفض رماد غليونه وأخرجه وارتد إلى الوراء ليغلق نافذته؛ اندفع بالحديث، لاهثاً وهو منقطع الأنفاس. قال: "إنه لورد جيلدوي، إنه جريح جرحاً خطيراً... في مزرعة أو جليثورب عند النهر، حملتُه إلى هناك... و... وأرسلني إليك. تعال، من فضلك! تعال على الفور!...

قال الطبيب: "طبعاً سآتي" كان متضايقاً. فـجيلدوي كان صديقه اللطيف والكريم جداً، وكان السيد بْلَد توّاقاً إلى مساعدته على الرغم من أنه يعرف تماماً بأن الشاب النبيل مؤيد نشيط لدوق مونماوث. "طبعاً سآتي. لكن قبل كل شيء دعني أحمل بعض الملابس وأشياء أخرى قد أحتاج إليها"؛ بعد دقائق قليلة، امتطى الرجلان معاً جواد بيت التعب، كان هذا بداية مغامرة بيتر بْلَد الطويلة القاسية، فـبيت هذا، وعلى الرغم من أنه بدا مجرد رسول رجل متمرد وجريح، كان رسول القدر نفسه.

وهكذا بدأت قصة قبطان بلد وهي قصة قرصنة مثيرة في البحر الكاريبي: إنها عمل قصصي، لكن لها خلفية تاريخية حقيقية، وهي تغطي السنين من 1685 إلى 1689 في إنجلترا والهند الغربية، خلال حكم ملك إنجلترا من عائلة ستيوارت، جايمس الثاني؛ هذه النسخة المختصرة والمبسّطة مكتوبة بلغة إنجليزية مباشرة، وهي مناسبة كقراءة مكمّلة في مدارس عليا حيث تُدرس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية.