إيهاب كان مختلفًا عن أقرانه؛ لم يكن يكتفي باللعب واللهو، بل كان مفتونًا بالأسئلة الكبرى. كان يسأل أمه دائمًا: “لماذا نحن هنا؟ ما الذي يحدث بعد أن نموت؟ لماذا ينتهي كل شيء؟” وكانت أمه، مثل معظم الأمهات العربيات، تبتسم وتعبر له عن الحب والتفاؤل بمستقبل زاهر، وتحاول طمأنته بكلمات بسيطة: “يا بني، هذا قدرنا، إنما الله خلقنا من أجل عبادته، ولكن هناك بعض الإشكاليات في تفسير ما هي العبادة، ومعظم المفكرين والفلاسفة اعتبروا العبادة هي عمل الإنسان واستقامته، وعمل الإنسان بقدر ما يقدمه للناس الآخرين الذين حوله، وهذا شيء لا بد من فهمه بعمق، فنحن بني الإنسان عابري سبيل في باخرة صغيرة لكل منّا يومه الذي يترجل فيه خارج الباخرة ولن يعود، ولكن في أثناء الرحلة هناك متاعب ومصاعب وهناك أفراح ومتاع وبعض الناس سعيد وآخر شقي، فالســعيد لا بد أن يأخذ بيد الشـــقي، والله أرحم بنا مما نظن.”