يُعَدُّ كتابُ "الكولونيالية وما بعدها" من أهمِّ الكتب التي قَدَّمَت لموضوع الإستعمار وما بعده حتَّى الآن؛ فهو كتابٌ يَتَّسِمُ بشموليةِ عَرضهِ للموضوعات وسهولةِ إرشاداته لمختلفِ المناقشات والمناظرات الرئيسة في هذا المجال من الدراسة.
ويتناولُ الكتابُ نقاطاً مُهمَّة مثل السمات الأساسية لأيديولوجيات الكولونيالية وتواريخها، وعلاقة الخطاب الكولونيالي بالأدب، وتحدِّيات الكولونيالية بما فيها تحدِّيات الخطابات المناهضة للكولونيالية، والتطورات الأخيرة التي طرأت على النظريات ما بعد الكولونيالية، وعلاقة الكولونيالية بالفكر النسوي وما بعد الكولونيالي، والجدالات الدائرة بين العولمة وما بعد الكولونيالية.
ويُقارِنُ الكتابُ بين مجالاتِ الدراسة المتعدِّدَة والسياقات الثقافية، ولهذا السبب يُعَد الكتابُ من المراجع الضرورية لأيِّ شخصٍ يهتمُّ بهذا النوع من الدراسات.
وفي الكتاب انتقلت الكاتبةُ من المجال العام إلى الخاص، ومن المفهومات إلى السياقات، ومن المستوى المحلي إلى العالمي، وبذلك أثارت الكاتبةُ العديدَ من القضايا الجوهرية المتعلَّقة بالبنية والهوية الإجتماعية والنظرية والتفسير الإجتماعي.