"لقد كانت التجربة الشهابية في محاولة بناء الدولة الحديثة حالة استثنائية ومتفردة في العهود الرئاسية التي عرفها لبنان، وهي تحتاج إلى دراسات كثيرة، من صنف الدراسة الأكاديمية العميقة والجادة التي قدمتها إلى القارئ اللبناني والعربي الباحثة الأستاذة ندى حسن فياض، فهذه التجربة لم تعط حقها كاملاً، و لم يمر عليها الزمن بالمفهوم العلمي والقانوني على الرغم من مضي نصف قرن ونيف، فلبنان بحاجة ماسة إلى قيام الدولة الحديثة، وقيام مثل هذه الدولة هو بحاجة ماسة إلى قيام الدولة الحديثة، وقيام مثل هذه الدولة هو بحاجة ماسة إلى المعرفة والعلم، كما أدراك ذلك محمد علي باشا في مصر، وفؤاد شهاب في لبنان، وإن تكن الفوارق كبيرة بين الرجلين وبين البلدين وبين الظروف التاريخية التي كانت في مصر، والظروف التاريخية التي عاشها لبنان.
تقتدي الأمانة العلمية بالقول، إن ما قامت به الأستاذة ندى حسن فياض لم يكن سهلاً، فدراسة التجربة الشهابية دونها عقباتُ كثيرة، ولا سيما أن الوثائق ليست متاحة بيسر، وأنّ المحفوظات الرسمية المتوفرة، لا تلبي كل طموحات البحّاثة، ولكن ذلك لم يثن الكاتبة عن إنجاز الدراسة، و لم يمنعها من تذليل المصاعب.