يستهل الشاعر بشير سالم الصاعدي مجموعته "غَيَابَةُ حُب" بموشور نصي تتقدم فيه الحياة بهاجس الحلم واليقظة معاً: [أشقُّ صفَّ الصمتِ. أتقدم كلمة إلى الأمام. أُهدي كُلَّ أُذُنٍ واحدة تُصِغي. غيابة حب. رغم أن للإنسان أذنين]. ومن هذا الاستهلال ينطلق الشاعر لتأسيس حياة النص داخل حياته المعيشة لتظل الكتابة بالشعر الأكثر تعبيراً عن تعالقات الذاكرة الشخصية واستنطاقها وبث إرسالياتها النصية..
في القصيدة الموسومة بـ [ذكريات] يقول:
ويقفزُ قلبي من الصدر طفلاً/ليلعبَ تحت الرذاذِ هنيَّا، أتيتِ لجوع المشاعر زاداً/وللقلب ظلاً وللنفس رِيَّا، سأخذُ من نور وجهك شيئاً/وأعطيك من عتمةِ الشعر شيَّا، كذبتُ عليك ونحن صغارٌ/فلمَّا كبرنا كذبتِ عليَّا".
وهكذا ترشح لغة بقية قصائد الشاعر بدينامياتها الشعرية وجمالية ملفوظاتها التي تشكل أيقونات دلالية تحمل أكثر من معنى. ولكنها تعود بثيماتها لجوهر "الحب" وماهيته سواء أكان حب الحبيبة أو الأهل أو الوطن أو الله ليشكل في النهاية "غيابة حب".
يضم الكتاب ما يزيد عن ثلاثون قصيدة في الشعر العربي الموزون والمقفى نذكر من العناوين: "في سديم القديم"، "سقوط في غيابة حب"، "خطيئة"، "حبك = كبح"، "العروس التي أمهرتها كبدي"، "لهذا الوطن هذه الوردة"، "أمي"... إلخ.
Share message here, إقرأ المزيد
غيابة حب