كشفت الحرب بين روسيا وأوكرانيا عن مدى تداخل الشوؤن السياسية والاقتصادية بمختلف عناصرها وتشعباتها على قياس الكرة الأرضية. ذلك أن العالم بدا الى هذا الحد أو ذاك معني بمضاعفات هذه الحرب التي راحت تطال المستويات المعيشية اليومية للسكان في مختلف أنحاء العالم، نظراً لما خلفته وتخلفه من أزمات متصاعدة في مجالات الطاقة الغازية والنفطية والغذائية وسائر المناحي الاقتصادية .... وهو أمر غير مسبوق في التاريخ. إذ نلاحظ بهذا الخصوص أنه على الرغم مما أشيع عن عالمية الحربين الكبيرتين التي دارت رحاهما في أوروبا وبعض جوارها خلال القرن العشرين، بقي ثلاثة أرباع سكان القارات الأخرى غير معنيين بهما لا من قريب ولا من بعيد.
نخلص مما تقدم للقول أن آليات العولمة الإدماجية قد تمكنت من ربط مصائر الشعوب بين بعضها البعض، وإن كان ذلك جرى ويجري لصالح عالم الشمال المتقدم، لا سيما القوى الرأسمالية العالمية فيه على حساب جموع واسعة من عالم الجنوب المتعثر.
Share message here, إقرأ المزيد
الدولة المعاصرة في دوامة العولمة : مفاعيل العلاقة بين الجغرافيا والسياسة على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية