يعتبر هذا الكتاب أحد المحطات الفكرية الهامة في الساحة الثقافية العربية، وذلك لما تناوله من مواضيع هامة تتعلق بالخطاب السياسي للنظام العالمي الجديد، وما يلعبه الرأسمال الاحتكاري العالمي من دور هام في آلية عمل هذا الخطاب راح يتجلى فكرياً وعملياً في التأسيس لرأسمالية الدولة الاحتكارية بكل ما تمثله هذه الدولة من قوة وجبروت بعيداً عن روح وجوهر القيم الإنسانية.
هذا الكتاب هو قراءة نقدية لمشروع (رأسمالية الدولة الاحتكارية) بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، تناول بين طياته جملة من المواضيع الهامة التي تمثل أهم ما يشكل مكونات وعمل هذه الدولة وتجلياتها بدءاً بتشكيلها مروراً بأهم مفرزاتها ويأتي على رأسها صراع الحضارات، وانتشار سمات المجتمع الاستهلاكي، وصولاً إلى الوقوف عند مضادات هذه الدولة وهي النظر في المشروع الاشتراكي من جديد كمشروع حركة تحرر يفرضه الواقع، وصولاً إلى مشروع المقاومة والنهضة في العالم الثالث ومنه العالم العربي كأمر حتمي فرض نفسه الآن على الساحة العربية رغم كل التحديات والممانعة التي يتعرض لها على مستوى الداخل والخارج.