لم تكن قصائد الشاعر المبدع "إبراهيم نصرالله" في "عودة الياسمين إلى أهله سالماً" مجرد وسيلة لطرح أفكار ورؤى لم يطرحها في أعماله السابقة، بل هي امتداد لقضايا إنسانية ما تزال تواجه إنسان عصرنا وخاصة العربي الفلسطيني. فمنذ البدء كان شاغله الأول وضع الإنسان العربي في هذا الواقع العالمي والعربي الرديء، حتى بات تمسك العربي بحلمه جريمة يعاقب عليها القانون. وفي هذا العمل قصائد قصيرة متنوعة، تأتي كومضات سريعة محركة للعقل والعاطفة معاً، تدفع قارئها نحو مزيد من التفكير والعمل، فما الومضة إلا فاتحة تحتاج إلى ومضات بعدها، لا لتقول كل شيء وإنما لتزيد من التساؤل والطلب والانتظار والتلهف. في [طلقات الرحمة] يضع الشاعر أسئلة: "قل لي أيها الرجل لم هاتانِ العينانِ إن لم تستطع رؤية شمسِ الغد؟! لم هاتان اليدان إن لم تستطع احتضان الحرية في الشارع؟! لم قدماك إن لم تستطع الوصول بهما إلى أيِّ مكان؟! لم هذه المدن أيها الرجل التي لا تحب أحداً غير الشُّرطة؟! هكذا هو إبراهيم نصرالله مبدع عرف كيف يُعيد للشعر ثوريته لبناء العالم الأجمل من جديد.
Share message here, إقرأ المزيد
عودة الياسمين الى أهله سالماً