ثنائية النهضة والتجديد والمأزق الذي وقع فيه أرباب الفكر في العالمين العربي والإسلامي في إيصال رسالة الفكر الإسلامي الصحيحة، هي مدار النقاش في كتاب الدكتور بلال نعيم المعنون "الفكر الإسلامي بين النهضة والتجديد".
من هنا، بحث المؤلف في معرض تقديمه لهذا الكتاب إلى عمليات تنقيب حقيقية عن الأصول الفكرية الإسلامية المندكة في أحضان القرآن الكريم والحديث وكذلك في حكايا السيرة الشريفة وتحويلها من مادة خام إلى مناهج عملية تؤسس لتجربة إسلامية في حقول الإجتماع البشري من الإدارة والسياسة والإقتصاد والتربية والفنون وغيرها...

ولهذا الغرض قسّم المؤلف كتابه إلى سبعة فصول تناول فيها خصوصيات الفكر الإسلامي والمراحل الفكرية في القرنين التاسع عشر وإلى نهاية القرن العشرين، وهي مرحلة ما سمي بالنهضة، ومرحلة ظهور الفكر القومي ومرحلة التجديد في الفكر الديني، بعد ذلك ينتقل للحديث عن مقومات عصر النهضة والعوامل المساعدة فيه (سياسية - فكرية)، ويتابع مع الفكر النهضوي التأصيلي ويتخذ من (جمال الدين الأفغاني نموذجاً)، ويستمر مع الفكر النهضوي التأليفي ورواده رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي وإقبال اللاهوري.

أما الفكر النهضوي التغريبي فرواده قاسم أمين وطه حسين، كما يضم المؤلف مقاربته حول الفكر العلماني في بداياته، وأخيراً إطلالة على الفكر الحداثوي اليوم مرحلة ما بعد العولمة... وموضوعات أخرى ذات صلة.