في هذا العمل يكشف الفقيه "جعفر السبحاني" عن معاني القرآن الكريم وبيان المراد منه في السور المسبحات الخمس وهي: "الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، ويليها تفسير سورة الممتحنة".
يعد تفسير السبحاني من أفضل كتب التفسير بالرواية، ثم بالأحاديث المشهورة في دواوين المحدثين بأسانيدها، حيث يفسر الآيات عن أسانيدها جرحاً وعديلاً، فيبيّن ما فيها من غرابة ثم يذكرنا بأحاديث أهل بيت النبوة رضي الله عنهم، كل ذلك في سبيل أن يأتي التفسير شاملاً جميع ضروب البيان لمفردات القرآن الكريم وتراكيبه سواء تعلق البيان بشرح لغة، أم باستنباط أحكام أم بتحقيق مناسبة، أو سبب نزول، أم دفع اشكال ورد على النص، أو بينه وبين نص آخر أم بغير ذلك من كل يحتاج إليه بيان النص الكريم لكل سورة من المسبحات الخمس الآنفة الذكر.
يقول العلاّمة السبحاني عن المسبحات الخمس: فإن المسبحات هي السور التي افتتحها الباري سبحانه بالتسبيح، تارة بصيغة الماضي، كما في الحديد والحشر والصف، وأخرى بصيغة المضارع، كما في الجمعة والتغابن. فالتعبير الأول يدل على وجود التسبيح في الزمن الماضي، والتعبير الثاني يدل على استمراره في المستقبل، وبكلا التعبيرين ثبت وجود التسبيح في عامة الأزمنة بلا انقطاع (...) وقد روى العرباض بن سارية أن النبي (ص) كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: إن فيهن آية افضل من الف آية ...". وقد اختار العلامة السبحاني تفسيره هذه السور الخمس لوجود هذا العامل المشترك بينها.. وجاء التفسير وفقاً لترتيب السور المذكورة في المصحف الكريم. ثم ختم هذه الصور بتفسير سورة الممتحنة ...