هل تنتقل الحضارات من الحوار فيما بينها إلى التعارف الإيجابي المتكامل؟ وما فكرة تعارف الحضارات التي نستمد أصولها من المخزون الثقافي الإسلامي؟ وكيف يمكن لهذه الفكرة أن تدخل حيّز التداول بعد أن اتسع الحوار ومفهومه في الشرق والغرب؟
هذا الكتاب يعالج هذا الموضوع بدءاً بالفكرة نفسها، ويبين الفرق بين الحوار الحضاري والتعارف الحضاري، ويبحث كذلك في أزمة الحداثة وبؤس التناقض الذي تعاني منه الحضارة الإنسانية الحالية.
ويرمي الكتاب من خلال أقلام المشاركين فيه إلى توسيع دائرة الفهم لعالم الحضارات والسعي لاكتشاف آفاق جديدة لترسيخ العلاقات الإيجابية بين الحضارات على نحو من الاحترام المتبادل وقبول الآخر على أسس ثابتة.

يقدم هذا الكتاب تعريفاً لفكرة تعارف الحضارات المستمدة أصولها من الفضاء المعرفي الإسلامي، والمحددة في مجالات العلاقات بين الحضارات. يبين المشاركون في الكتاب أن مفهوم تعارف الحضارات قد تجاوز بناء المفهوم، ودخل حيِّز التداول، وبات معروفاً في الدراسات الحضارية. عالج المشاركون الموضوع بدءاً بالفكرة نفسها، فوضحوا الفرق بين حوار الحضارات وتعارف الحضارات، وتحدثوا عن أزمة الحداثة وبؤس التناقض الذي تعاني منه الحضارة، وتوقفوا عند تصورات المستشرقين للموضوع، وربطوه بالمتغيرات العالمية الجديدة. على أن الهدف من الدراسة التي قدمها المشاركون يرمي إلى توسيع دائرة الفهم لعالم الحضارات، والسعي لاكتشاف آفاقٍ جديدةٍ، تساهم في تجديد العلاقات بين الحضارات، وتقوية أواصر التواصل بينها، والتأكيد على ضرورة بناء العلاقات على أسس معرفية مشتركة، ومدِّ جسور التعارف، وإزالة الصورة النمطية عند كل طرفٍ، والتخلص من الرواسب الفكرية المتراكمة عبر التاريخ لخلق جو إيجابي فعال مبني على الاحترام المتبادل والتجاوز البناء لتأسيس حضارةٍ إنسانيةٍ جامعة.