خط أمين سعيد مذكراته هذه قبل نحو أربعين عاماً راصداً أهم أحداث الستة عقود الأولى من القرن العشرين. عاصر خلالها انهيار الإمبراطورية العثمانية وخروج آخر جنودها ثم دخول الفرنسيين وجلاؤهم فكان شاهداً عن قرب وفاعلاً أحياناً. دأب على إتقان صناعتين أرختا له القيادة الصحافة والتاريخ. بدأ الصحافة تلميذاً لأبيه في أول مطبعة أدخلها والده اللاذقية ثم على أساتذة الصحافة حينها أمثال: الشيخ عبد القادر المغربي، شكيب أرسلان محمد كرد علي وأخيه خالد، خليل سركيس فارس نمر ويعقوب صروف. انضم لحصف كبرى في القاهرة وبيروت ودمشق كما أصدر مطبوعاته الخاصة في هذه العواصم. أما التاريخ الذي كرس له جل وقته فسجل الأحداث المعاصرة من نضال واستقلال حتى بلغت مؤلفاته ما يقارب الأربعين كتاباً أو يزيد وترجمت مؤلفاته، فهو مرجع لدارسي التاريخ العربي المعاصر للغات عدة كالإنكليزية والفرنسية والإيطالية وغيرها. الصحافة نأت به عن بلده سوريا لظروف مختلفة كالنفي والإبعاد أو الخروج الحذر أو الدعوة للقاهرة كما في أيام الوحدة السورية المصرية. التاريخ والصحافة قرباه من ملوك وحكام وساسة وأدباء ومفكري أمته في مصر والعراق والجزائر ولبنان وفلسطين والأردن واليمن والكويت وليبيا والمغرب كما ورد في مذكراته. توج أعماله وحياته بالانضواء تحت راية المملكة العربية السعودية فأرخ للدولة السعودية وسيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب وفيصل فكان خاتمة المطاف. أميرة أمين سعيد
Share message here, إقرأ المزيد
سيرتي ومذكراتي السياسية