هذا الكتاب مدفوعٌ بهاجسيّن ملازميّن لصاحبه: هاجسٌ فكريّ - معرفيّ يتغيّا تقديم مفاهيم فلسفة السياسة وعلم السياسة كما تبلورت في أصولها النظريّة في الفكر الحديث، وهاجسٌ عمليّ: مجتمعيّ وتاريخيّ، هو البحث في مشكلات المجال السياسيّ العربيّ المعاصر، والهاجسان مترابطان؛ إذْ لا قيمة، في مثل هذه الحال، لأدوات معرفيّة إن لم لم يتَهَدَّف منها حاملُها استخدامَها - أو تجريبَ إستخدامِها - على واقع مجتمعه والجماعة السيّاسية التي ينتمي إليها قصد فهمه والوقوف على وجوه الإعضال فيه، أو ممكنات التقدّم؛ كما أنّه لا معرفة تمتكن، على الوجه الصحيح، لإجتماعٍ سياسيّ معقّد ومزدحمٍ بالمشكلات، كالإجتماع العربيّ، من دون توسُّل أدواتٍ معرفيّة مناسبة كهذه التي تمدّنا بها الفلسفة السياسيّة وعلم الإجتماع السياسيّ وعلوم السياسة اليوم.