إذا كان الإلمام بفلسفة "هيجل" عملاً ضرورياً لكل مثقف، من حيث أنه فيلسوف شامل كتب في السياسة والتاريخ والجمال والفن... إلخ. كما أنه كان البحيرة العظمى التي تفرعت عنها جداول الفلسفة المعاصرة من: وجودية، وبراغماتية، وماركسية... إلخ.
فإن "هيجل"، كأي فيلسوف عظيم، نحت لنفسه مصطلحات خاصة من ناحية، وحوّر في معاني المصطلحات القديمة لتناسب أغراضه الفلسفية من ناحية أخرى، من هنا كان لا مندوحة لنا عن الإلمام بمعاني مصطلحاته إلماماً جيداً قبل قراءة نصوصه.
ولقد بذل "ميخائيل إنوود" - الفيلسوف الهيجلي، والأستاذ بجامعة أوكسفورد، مؤلف هذا المعجم - جهداً كبيراً في إعداده، وشرحه، فهو لم يكتفي بترجمة المصطلح وشرحه في أسطر قليلة، بل كتب عن كل مصطلح بحثاً مستقلاً يستعرض فيه تاريخه في الفلسفة الألمانية، وربما ارتد به إلى فلسفة الرومان واليونان قديماً، مما جعل من قراءة كل مصطلح، على حدة، متعة لا تقدر.