إن اختيار المترجم عمل مونترلان وتعريبه، ليس سوى تعبير عن وعي عاطفي تجاه الأندلس وتاريخها، خصوصاً أن هناك ارتباطاً وجدانياً مستمراً بين العربي وإسبانيا، يدفع دائماً إلى استظهار مكنونات نفسية إنسان تلك الأرض وسلوكاته، وأثر الدين والمجتمع والسياسة في واقعه المعيش.
لقد توافق سقوط غرناطة مع اكتشاف أميركا، تلك القارة التي اندلعت فيها حرب مقدسة جديدة. «الحرب المقدسة» هذه الفكرة التي حكمت تصور الفرسان الإسبان في حروبهم ضد المسلمين، وغيرهم. لذلك، كان الإسبان يذهبون إلى أميركا، ليتخلصوا من الفقر والبطالة، وليواصلوا خدمة أهداف البابا والملك. هذه كانت عقدة ألفارو شيخ الجماعة رئيس ما تبقى من فرسان القديس ياغو، الذي رفض الذهاب إلى أميركا، لأنه لا يعبد ربّين الله والمال، بل هو مؤمن بقداسة الحرب، ولم يجد في الذهاب إلى أميركا قداسة.
إن ألفارو هذا لا يمثل المسيحي المتزمت بقدر ما يكشف عن تأثر المسيحية في إسبانيا بالذات، بطول مساكنتها مع العقيدة الإسلامية، وأن نفسانيته في العمق عربية إسلامية تحت غطاء مسيحي شفاف.
Share message here, إقرأ المزيد
شيخ الجماعة