برز إصطلاح النظام العالمي الجديد لأول مرة في الثلاثينات من القرن الماضي وذلك في البيانات التي أصدرها شوقي أفندي الخليفة الثاني لبهاء الله مؤسس البهائية، وقد حدد شوقي في بياناته معالم النظام الذي يريده، فإذا هي شبيهة إلى حد كبير ببعض معالم النظام العالمي الجديد المطروح منذ سنوات قليلة على الساحة الدولية، وشبيه أيضاً بنظام قديم جداً طرحته جهات عديدة متباعدة زماناً ومكاناً.
وبعد حرب الخليج في عام 1991 التي اتخذت شكلاً درامياً برزت عبارة النظام العالمي الجديد مجدداً على الساحة العالمية، إذ ما إن صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بهذه العبارة حتى تبناها البهائيون فأخذت نشراتهم العديدة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تحفل بكتابات عن هذا النظام تضفي عليه طابعاً دينياً.
وقد أصدرت النشرة الرسمية للجماعة الدولية البهائية عدداً خاصاً لها بعنوان نحو نظام عالمي جديد تقول فيه: "إن هذا النظام الجديد سيخرج من وسط الفوضى والأزمات ويخلق نوعاً من الكومنولث العالمي ونظاماً تشريعياً عالمياً ورئاسة تنفيذية عالمية ونظاماً قضائياً عالمياً واحداً.
وبالسرعة التي يستطيع بها عالمنا الحديث بإمكاناته في مجال الإتصالات، أن يحقق ذلك، بدا بالإمكان أن يظهر فجأة تعبير النظام العالمي الجديد ودخل قاموس المصطلحات السياسية للعالم.
"إن زعماء العالم وصحفييه وأكاديمييه قد احتضنوا هذه الجملة، ومع أن معناها لا يزال يحتاج إلى تحديد وتعريف كامل إلا أنه من الواضح أن المصطلح يشكل الآن إطاراً المناقشة حول كيفية تنظيم المرحلة المقبلة من الحياة السياسية الجماعية لهذا الكوكب".
وفق هذه المعطيات، يناقش مجموعة من الباحثين المبادئ والمواقف السياسية للفرقة البهائية وذلك في خمسة فصول توزعت وفق ما يلي: الفصل الأول: "بهاء الله مؤسس البهائية"، الفصل الثاني: "ما كتبه بهاء الله"، الفصل الثالث: "المبادئ الأساسية للبهائية"، الفصل الرابع: "المواقف السياسية للبهائيين"، الفصل الخامس: "التنظيم البهائي".