ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها
فَمُفتَرِقٌ جــــــــارانِ دارُهُمـــــــــــا العُمـــــــــــرُ
قال المتنبي في قصيدته التي مطلعها:
أُطاعِنُ خَيْلاً مِنْ فَوارِسِها الدّهْــرُ
وَحيداً وما قَوْلي كذا ومَعي الصّبرُ
ولولا خشية كسر الوزن لقلنا: وما قولي كذا ومعي التفكير الكبيرُ.
فهل ينبع الصبر من قدرة صرفة على تحمل الألم، هي في آخر المطاف محدودة؟ أم من إشغال النفس برؤيا سامية لم تكن لتبزغ لولا تفكير واسع الأفق من دونه يستحيل على النفس أن تأخذ وسعها أو تزج بطاقاتها في أي مسعى نبيل؟
في زمنٍ تنمحي فيه المسافات بين المعلومة وطالبها ببحثٍ بسيط أو سؤال للذكاء الاصطناعي، وفي عصرٍ تتسابق فيه الشاشات إلى جيبك والتكنولوجيا إلى أناملك، ما الذي يحول بينك وبين التفكير الكبير؟ ما الذي يغريك في إرسال صوتية مطولة لصديق واحد كي تتفقد بعدها جوالك مراراً تأكداً من أنه قد سمعها بينما يمكنك أن تبني بودكاست أو قناة يوتيوب يتشوق الآلاف لسماعك عبرها؟
ولمَ تمضي الساعات تخبطاً بين الفايسبوك والإنستغرام وأنت تراقب دعايات أسموها أصحابها حيوات، بدلاً من أن تبني حياة تستحق الحياة؟ هذا الكتاب دعوة لهجر صغائر النفس والهموم والاهتمامات، فأهمية المرء من أهمية ما يهتم به و"قَدْرُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِه" كما قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
اقرأه لتصغي لنفسك العليا لا الدنيا ولتوسع أفقك، وتضع يدك على مفاتيح التفكير الكبير، ولتجد الطريق نحو حياة تليق بك وبأحلامك.
                        Share message here, إقرأ المزيد
                    
                    
                سحر التفكير الكبير : السر الحقيقي وراء المبيع والإدارة والقيادة الجسورة والدخل العالي والحياة السعيدة المرضية