ليست حكاية أبي القاسم التي وضعها أبو المطهر الأزدي إلا فنونا من القول أراد بها وصف السجون وتصوير الماجنين من أهل بغداد وأصفهان، فهي ليست قصة بالمعنى المعروف، ولكنها مجلس واحد يطرد فيه القول من فن إلى فن في دعابة وظرف وأبو القاسم البغدادي بطل القصة رجل جمع أدوات النصب والاحتيال والنفاق، وهو يشبه من بعض الوجوه أبا الفتح الإسكندري في مقامات بديع الزمان؛ فإنا نراه يداري أهل المجلس وينافقهم، فيلبس ثوب التقى والصلاح، حتى إذا رأهم على استعداد للهزل، انقلب لاعبا متمردا عارفا بغرائب الخلاعة والمجون.
Share message here, إقرأ المزيد
حكاية أبي القاسم البغدادي