إنّ كتاب "هداية النّحو" - على ما قيل- للشّيخ الفاضل أبي حيّان سراج الدين الأودهيّ الهنديّ (المتوفّٰى: 758) مِن أحسن وأنفع ما کُتب في علم النّحو للمبتدئين، قد رَزقه الله قَبولًا حسَنًا فى المدارس والجامعات العربيّة الدينيّة في الهند والباکستان والدُّول الأخرٰى، الّتي تَختار لأبنائها "المنهجَ النّظاميّ" کمَنهجٍ دِراسيٍّ.
وقد قام الأستاذ: "فرمان حيدر" المدرّس بأکاديميّة (آس) الواقعة بـ(لاهور) بشرحه شرحًا وافيًا، مراعيًا فيه جميعَ مقتضياتِ شرحٍ مفيدٍ من مُراعاة مستوى الدّارسِين، وسُهولة التّعبير، وحُسن التّرتيب بأسلوب أنيقٍ مُمتعٍ، فأجاد إجادةً، وأحسن إلى طلّاب العلم إحسانًا، وسمّاه بـ(کفاية النّحو). ومن أفضل ما فيه؛ حرصُه على التّدريب والمناقشة، وطرحُه لأسئلة متنوّعة لكلّ عنوان أو موضوع يَمُرّ به، وضَمّن ذلكَ كثيرًا من الفوائد والشّواهد والنّماذج الإعرابيّة، فتعدّدت أمثلته، وتنوّعتْ شواهدُه، وكمُلتْ فائدته بما قدّم من تدريبات على درس، فأفاد القارئ والدّارس على مستوى المتن والهامش. وحقًّا إنّه عملٌ طيّب، ونِتاجٌ علميٌّ قَيّم؛ يُخبر عن فكر العالم الواعيْ، ونُبل الهدَف؛ لأنّه يَرتقي بمستوى الدّارس إلى الفهم والاستيعاب والتطبيق.
