إن الذي يترجم كتاباً، خاصة في ميدان العلوم الإنسانية، يدرك المصاعب والعقبات التي تعترضه كلما وقف أمام مصطلح أو مفهوم، وكم عليه أن يبحث ليجد ما يقابله باللغة العربية، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بترجمة قاموس لساني؟ وإذا كان لبعض المصطلحات ما يقابلها بالعربية، فإن أكثر الموجود غير مستقر في صيغته وضبطه للمعنى، ولم نواجه فقط العديد من المصطلحات التي ليس لها ما يقابلها بالعربية، بل واجهنا أيضاً عدد كبير من المصطلحات غير الموجودة ليس فقط على صعيد اللغة واللفظ، ولكن أيضاً على صعيد التفكير اللغوي العربي المعاصر.
وإذا كان الأمر كذلك على الصعيد المصطلحي، فهو كان أشقّ على مستوى التحدي والمعرفي وهذا لا يتعلق بإيجاد اسم لما لا اسم له، بل إيجاد اسم يعبّر عن تجربة ومعرفة من غير أن يرتدي ثوب الغربة والغرابة والعجمة والغموض، وأن تكون للعبارة أو الإسم قدرة على التواصل مع الثقافة العربية.
لقد حاولنا، ونرجو أن يفيد هذا القاموس الدارسين والباحثين والمترجمين وأن يكون عملاً يُؤسّس عليه بما أصاب، ويُستبعد بما أخطأ من أجل قاموس للمصطلحات يتجدد بتجدد الفكر وتجدد اللغة وتجدد العالم.
Share message here, إقرأ المزيد
القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان