عاش آل مسعود التميميون أكثر من ثلاثمائة عام بعد هجرتهم الأولى من أشيقر بلدة الوهبة التاريخية إلى بلدة القوعي قرب الرس واستقرارهم فيها ومساهمتهم الفاعلة في تأسيسها حتى سُمُّوا أهل القوعي، ثم انتشارهم الواسع فيما بعد، سواء في البلدات المجاورة أو في المملكة العربية السعودية بشكل عام أو خارجها، مثل هجرة بعضهم إلى مدينة الزبير في دولة العراق أو مدينة الجهراء في دولة الكويت. خلال هذه السنوات الطويلة، كان وجود شخصيات وطنية واجتماعية واقتصادية وعلماء دين ورجال تربية وتعليم وفكر، وغير ذلك من آل مسعود، وجودًا طبيعيا متماهيا مع وجود المكونات الاجتماعية الأخرى مندغمًا فيها، خاصة أبناء عمهم المشارفة، ومنضويا في عملية البناء الوطني الحديث ممثلا بالدولة السعودية بمراحلها الثلاث.
في هذا الكتاب حديث عن جذور آل مسعود التميميين، وسير بعض شخصياتهم القديمة والحديثة، وحوارات متفرقة أجريت مع بعض رجالاتهم في مواضع وتواريخ مختلفة، وبعض الشعر الذي قيل في مآثرهم. وفي هذا الحديث، حاول المؤلف الموازنة بين تاريخ أجداده الذين مثلوا رموزاً اجتماعية ووطنية خدمت محيطها الخاص والعام بنزاهة وإخلاص في زمن غلب عليه الفقر والجوع وشظف العيش والشخصيات المعاصرة التي واصلت المسيرة وجيل الشباب وهو جيل المستقبل المشرق بإذن الله تعالى. وكل ذلك متصل وثيق الاتصال، ومتماه تمام التماهي مع السياق الوطني الكبير، حيث ما هذه العشيرة إلا مثال لأمثلة، وما هذه الشخصيات إلا نموذج لنماذج