"يشبهني إلا قليلاً/ يشبه طريق البخور إلا قليلاً/ يشبه الفلّ في غير موسمه/يشبه الصلوات الخفيفة في الفجر/ يشبه ما يكنزه الجندي في الحرب/ يشبه النسيان ليلة موت النديم/ يشبه الاحتطاب الجائر للكلمات/ يشبه الشعر يتطاول على النثر/ يشبه النثر يكسر الشعر/ يشبهني لَزَمَ الروح،/ وأشبهه إلا قليلاً".

في ظلّ هذا الخلق الحرّ في كتابة النص الشعري يأتي جديد الشاعر "عبد الرحمن موكلي" والمعنون بـ «يشبهني إلا قليلاً» بما يتضمنه من رؤى عديدة يمكن اعتبارها حالة شعرية لها كينونتها النصية، وبنيتها الخاصة التي تدعو القارئ لسبر أغوارها؛ وبما تحمله صورها من تعددٍ وتشابهٍ بين ذات الشاعر والعالم من حوله. يترافق هذا مع الاعتناء بالتصوير، وذلك حين تنبثق بنيةُ الصُّور في النص عن ألفاظ متمكِّنةٍ يعضدُ بعضُها بعضاً، بحيث يأتي كل لفظ في سياقه المخصوص من غير تفصيلٍ مُمِلٍّ أو إيجازٍ مُخِلٍّ، ويقع من البنية اللغوية في موقع المقابلة اللفظية بين العبارات، ما يبرز قدرة الشاعر على بناء الصورة الشعرية عبر اللغة الوصفية التي لا تكتفي فقط بالتأشير ولكن بإبراز موقف الشاعر دلالياً أيضاً.تضم المجموعة قصائد في الشعر العربي الحديث، وأخرى تنتمي إلى قصيدة النثر، جاءت تحت العناوين الآتية: "يشبهني إلا قليلاً"، "المُّولَّع"، "عنوة"، "قال لي"، "المطر"، "يا ذا الليل"، "قولي"، "الكلام"، "أيها!"، "لولا"، لا تتأخر"، "النقطة"، اللعنة؟"، "الشاعر الهاملُ"، (...) وقصائد أخرى.