هذا الكتاب من الكتب الكثيرة التي لم تُنشر في حياة مؤلِّفها، رحمه الله، وهو يتحدث عن زيارة لدول في شرق إفريقية، وتحديدًا دول كينيا وتنزانيا وأوغندا، مع حديث عن زيارة لزنجبار "العربية بحكامها وتاريخها"، كما يُعبِّر المؤلف، والواقعة اليوم ضمن حدود تنزانيا. بدأت الرحلة في يوم الجمعة 10/8/ 1417هـ - 20/12/ 1996م، وانتهت يوم الاثنين 20/8/ 1417هـ - 30/12/ 1996م، أي أنها استغرقت أحد عشر يومًا. وقارن المؤلف هذه الرحلة برحلة سابقة قام بها إلى شرق إفريقية قبل 33 عامًا، وكتب عنها حينها كتابه الأول في سلسلة كتبه في أدب الرحلات: "في إفريقية الخضراء"، وهي مقارنة بدأت من عنوان الكتاب وحتى آخره. ولعل مما يميز أسلوب المؤلف بالكتابة هو أنه دائمًا ما يشفع حديثه عن مشاهداته الميدانية بالاستشهاد بما كتبه الأقدمون عن البقعة التي يتحدث عنها، وهو ما يثري الحديث ويزود القارئ بتصور أشمل عن أرض الله تلك. ومن نافلة القول إن كتب أدب الرحلات عمومًا لا تشيخ بمرور الزمن، بل تظل تحمل لقارئها الفوائد، ناهيك عن المتعة الذهنية والمعرفية من القراءة بشكل عام، خاصة من أديب له باع طويل في ميدانَي الكتابة والعمل الإسلامي. أسال الله عز وجل أن يكون هذا الكتاب، وأمثاله من الأعمال، مما يرجح بميزان أعمال المؤلف يوم الدين، وأن يكون في زمرة من يحب الله لقاءه، في جنة الفردوس.
Share message here, إقرأ المزيد
كرة أخرى إلى شرق إفريقية الخضراء بعد 33 سنة