يشتغل هذا العمل على نقض التمثّل المكانيّ للزيدية في اليمن، والذي يربط بينها وبين المنطقة العليا من البلاد - حيث مركز الدولة - ‏كما لو كان ذلك حتميًا وأزليًا لا يطاله التغيير‎. ‎يُقدِّم الكاتب والباحث محمد العلائي تعريفًا غير تقليدي للزيدية يظهر فيه التلاحم المصيري بين مكونها الفقهي المذهبي ومكونها ‏السياسي (الإمامة المشروطة بالنَّسب)، وغياب مثل هذا التلاحم بينها وبين جغرافيا ثابتة الحدود، كما يُسلِّط الضوء على التحوُّلات ‏العميقة في البنية المذهبية والسكّانية للمنطقة العليا خلال الزمن الجمهوري‎. ‎الدراسة تنطلق من فرضية مفادها أن [فصل] المنطقة العليا من اليمن عن الزيدية ذهنيًا ومعرفيًا مقدمة لا بدَّ منها لـ[وصلها] ذهنيًا ‏ومعرفيًا واجتماعيًا بباقي أجزاء اليمن‎. ‎الكتاب إجمالًا مساهمة أولية في التأسيس لرواية تاريخية وطنية توحيدية تُساعد المنتمين بالولادة إلى ما يُسمَّى بـ«اليمن الأعلى» على ‏التحرُّر من أغلال نظرة غير عقلانية ومنافية للواقع، تثبتهم بين أسوار صماء... وحدود مصنوعة‎.