الخطابة فن من فنون القول الشفاهي؛ قوامها الحجاج، ومسلكها الإقناع، ومبعث دلالتها الوعظ والإرشاد وتقويم الأخلاق وقد اتخذها العرب قديمًا وحديثًا لإصلاح المجتمعات وتحفيز الأفراد والجماعات؛ فحفلوا بها وأولوها عنايتهم ورعايتهم، مما ساعد على ازدهارها ورفعة شأنها.
وتكتسب الخطابة قيمتها من المنبر الذي تُلقى فيه ومن الحدث الذي يصاحب إلقاءها. لذا كانت خطابة المسجد الحرام أبرز الخطب الإسلامية في العصر الحديث؛ فهي قبلة العالم الإسلامي، وإليها تتجه الأسماع والأنظار من أنحاء العالم كافة. فكان منبرها الأول في الإبلاغ والتفاعل مع قضايا الأمة الإسلامية، وكان خطيبها عبدالرحمن السديس صوت المسلمين وموقفهم، والمدافع عن عقيدتهم وكيانهم ووحدتهم من ذلك المنبر.