إن أصول الدين الذي بعث الله به محمد صلى الله عليه وسلم قد بينها الله تعالى في القرآن الكريم وأحسن بيانها، وبيّن دلائل ‏الربوية والوحدانية، ودلائل أسماء الرب وصفاته، وبيّن دلائل الربوبية والوحدانية، ودلائل أسماء الرب ‏وصفاته، وبيّن نبوّة أنبيائه، وبيّن المعاد وبين إمكانه وقدرته عليه في غير موضع، وبيّن وقوعه بالأدلة ‏السمعية العقلية؛ فكان في بيان الله تعالى أصول الدين الحق، وهو دين الله تعالى، وهي أصول ثابتة صحيحة ‏معلومة متضمنة بيان العلم النافع والعمل الصالح ودين الحق.‏ ‎
‎ وإن أهل البدع الذين ابتدعوا أصول دين يخالف ذلك، ليس فيما ابتدعوه لا هدى ولا دين حق، فابتدعوا ما ‏زعموا أنه أدلة وبراهين على إثبات الصانع، وصدق الرسول، وإمكان المعاد أو وقوعه، وفيما ابتدعوه ما ‏خالفوا به الشرع، وكل ما خالفوه من الشرع، فقد خالفوا فيه العقل أيضاً، فإن الذي بعث الله تعالى به محمداً ‏وغيره من الأنبياء هو حق وصدق، وتدل عليه الأدلّة العقلية، فهو ثابت بالسمع والعقل، والذين خالفوا الرسل ‏ليس لديهم لا سمع ولا عقل.‏ ‎
‎ أما الإعتقاد فهو يؤخذ عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه سلف الأمة، ما كان في القرآن الكريم وجب ‏اعتقاده، وكذلك ما ثبت في الأحاديث الصحيحة، فلا عدول لأهل السنّة والجماعة عما جاء به الرسل؛ فإنه ‏الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والصالحين! فمن تدبر القرآن الكريم طالباً ‏الهدى منه؛ تبين له طريق الحق، ثم سنة رسول صلى الله عليه وسلم تفسّر القرآن الكريم، وتبيّنه وتدلّ عليه، وتعبّر عنه، وما ‏وصف الرسول صلى الله عليه وسلم ربه في الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول؛ وجب الإيمان بها كذلك؛ فإن ‏الفرقة الناجية - أهل السنّة والجماعة – يؤمنون بذلك.‏ ‎
‎ هذا وإن من جملة ما حرصت عليه رسالة الإسلام بياناً وتبياناً هو توحيد الله عزّ وجلّ والدعوة إليه، إلا أن ‏هناك دعوة استهدفت عقيدة المسلمين جملة وتفصيلاً، ومن بين أركان العقيدة التي ركزت عليها توحيد الله عزّ ‏وجلّ؛ فقعّدوا لإبتداعهم القواعد، وأسندوا لباطلهم المساند، فأحدثوا البدع والضلالات، فإنبرى لهم العلماء ‏والفقهاء والدعاة ليبطلوا ما ذهبوا إليه، فاضحين زيفهم، فألغوا من أجل ذلك ما يردّ دعوى أهل البدع، ‏ووضعوا القواعد، ليصان التوحيد من الباطل، ويحفظ من التحريف والتزييف.‏ ‎
‎ ولا يكاد كتاب يزداد فيه عن توحيد الله عزّ وجلّ ويناجز فيه ما يضاد سواء في توحيد الألوهية أو توحيد ‏الربوبية، أو توحيد الذات والأسماء والصفات والأفعال، ألا يكون من العلماء من سرد قاعدة، أو ذكر فائدة، ‏وغالبها متناثرة في بطون مدونات أهل السنّة والجماعة، فكانت رسالة الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين ‏الرسالة الجامعة، حيث عمل فيها على جمع تلك القواعد والفوائد، موحّداً أصولها، وجامعاً فصولها، ذلك في ‏رسالته التي وسمها بـ "القواعد المثلى" حيث ذكر فيها ما يقارب عشرة قواعد تنبيهاً وتنويتها.‏ ‎
‎ فكانت هذه الرسالة هي محور هذا الكتاب، الذي تم فيه جمع أصول تلك القواعد والفوائد لتستبين سبيل ‏المؤمنين، وقد تم إستخلاصها من بطون تلك المدونات لعلماء السلف، مذيّلةً ببعض الهوامش والفوائد ‏والمقدمات التي تمثل معالم المنهج المستقيم والإعتقاد القويم لأهل السنّة والجماعة، ليصار من ثم إلى بيان ما ‏يضادّ تلك القواعد في التوحيد عند أهل السنّة والجماعة والإتباع، وما يضادها في قواعد أهل الزيغ ‏والإبتداع؛ إذ الضدّ يُظهر حسنه الضد، ومما أغنى هذا العمل تلك الشروح المنقولة عن أهل العلم بشكل ‏موسع، وذلك النقد لبعض المقالات والآراء والمحدثات وجاء هذا العمل تحت عنوان "قواعد أصول السنّة ‏والجماعة في توحيد الأسماء والصفات" بما يفصح عن مكنونه ويكشف مضمونه.‏
إقرأ أقل
240,000 LBP
الكمية:
1

شحن مجاني عبر
قواعد أصول أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات
أضف إلى الطلبية