في أمسية هادئة كأغلب أمسيات بيتنا الصغير.. يغمرنا دفء أليف متحديًا برودة شتاء مبكر، رائحة القرفة باللبن التي تعدها أمي على نار هادئة تسبغ على البيت الصغير أمانًا محببًا، دق الباب في حدود الثامنة... فتحه أبي.. على غير عادته لم يرحب بالزائر... لكنه سمح له بالدخول... جلسا سويًّا لمدة ساعة في غرفة الصالون، ضج البيت بصمت مريب وحذر مكتوم... لم يكن صعبًا عليَّ وأنا بالكاد اجتزت عامي الخامس أن أفهم-حتى لو لم أربط التفاصيل تمامًا- أن هذا الضيف هو سبب كل هذا الارتباك، لمَّا تجاسرت وسألت أمي عمَّن يكون الضيف، ولِمَ يحظى ظله البليد بكل هذه الكثافة... كانت أمي تزجرني بعينيها وتأمرني بالصمت...
Share message here, إقرأ المزيد
الضابط الذي ترتعش فتحتا أنفه حين يغضب أو يتوتر