إن الدائرة الدلالية التي تتحرك فيها ياسمين حناوي في جديدها الشعري «فلامنكو» تفرض لحظة من لحظات التوهج التي تمسك بتلابيب الشاعرة/الأنثى، وليكون الرقص في حركته كموج البحر في انسيابه؛ وبذلك أبرزت الشاعرة دورانها في قصائدها، وشيوعها بين مفرداتها، أنها إشارة الحياة التي تعكس انفعال الداخل المحكوم بإشارات الخارج.

من عوالم القصيدة المعنونة «فلامنكو» نقرأ:

"... برقصة فلامنكو صادقةٍ مجنونةٍ/ نُمزّقُ الملابس السوداء../ ونرتدي فستاناً غجرياً أحمر../ نطيرُ بهِ فوق السحاب../ ونركضُ بحركاتٍ دائرية نحو المطارات../ نُغلقُ البيانو../ نرفعُ الناي../ ونتمسك بلحظةِ الغيتار../ كأننا في المدينةِ الفاضلة../ كأنَ الحياة وردية../ كأنّنا في سهرةٍ مسائية/ برفقةِ كلَ الأقارب والأحياء../ ننشدُ نشيدَ المحبةِ../ ونتغاضى عن كلِّ ما في الدنيا الفانيةِ من تُرَهات..".

هكذا يرتبط الصوت بالنوستالجيا لدى الشاعرة ويحيل إلى فلسفة مثالية، تُغني المعنى، وترفد المخيلة بأدوات يصبح الوجود فيها كينونة متوقدة بالحب، والعاطفة، والتسامح، لأن كل شيء في هذا العالم متلاشي ومصيره هو الزوال.

يضم الكتاب تسعة وعشرون قصيدة نثرية جاءت تحت العناوين الآتية: "إلى قديسة"، "زينوا المرجة"، "العيد الثالث"، "الأربعة العجاف"، "ملكة الطوارق"، "شطرنج"، "سانتا كلوز"، "التوبة"، "كراتُ الصوف"، "فيروز"، "رسالة دبدوب"، "الثانية عشرة"، "عند الظهيرة"، "مرآتي"، (...) وقصائد أخرى.