تأتي قراءة الباحث والناقد الأستاذ مختار الأسدي لمنهجية المفكر المبدع عالم سبيط النيلي ومناوئيه، أطروحة جديدة في النقد البنّاء الذي يدخل إلى أعماق النصوص ويحاكم قائليها بموضوعية وهدوء بعيداً عن الإنحياز العقدي والأحكام المسبقة.
فلقد حاول الرجل أن ينأى بنفسه بعيداً عن الخطاب الحماسي واللغة المتطرفة اللذين يستدرجان الباحث في الكثير من الأحيان ويضعانه في خانة الخطيب التعبوي الغاضب، بدل أن يُبقي نفسه في دائرة الموجه الفكري المسؤول.
ومن هنا جاءت هذه الأطروحة رصينة هادئة تستحق القراءة والتأمل والمتابعة.
نعم، لقد أشاد الأستاذ الأسدي ببعض ما كتبه مناوئو النيلي في نقدهم لصاحبهم، ولكنه لم يفته أن يسجل عليهم تحاملهم على الرجل واتهامهم له بشكل غير منصف. وهو نفس ما فعله مع النيلي حيث أثنى على إبداعه وأفكاره الجديدة ولكن لم يفته أن يسجل عليه انفعالاته الغاضبة، وانجراره إلى دوائر المسبق الذهبي والإندياح الإيديولوجي.