في مرّاتٍ أخرى كانت تعود صورٌ طفولتي ومراهقتي فأرى ظلٌ والدي يجري في ممرّات البيتِ كما لو أنّه ابن عرسٍ، أو نمسٌ أو بالأحرى حنكليس محبوس في وعاءٍ غير مناسبٍ كثيراً.
كلُّ حديث، كلُّ حوارٍ، يقولُ صوتٌ، ممنوع، كنتُ أحياناً أسأل نفسي عن طبيعة هذا الصوت، تراه كان صوتَ ملاك؟ تراه كان صوتَ ملاكٍ حارسٍ؟... تراه كان صوت شيطانٍ... لم أتأخر كثيراً في إكتشاف أنه كان صوتي، صوتَ أنايَ الأعلى، الذي كان يقود حلمي مثل طيّارٍ أعصابُهُ من فولاذ، كان الأنا الأعلى الذي يقود سيارة برّادٍ وسطَ طريق مشتعل، بينما الــ هُو يئنّ ويتكلّم بلغة يبدو فيها ميسيني، أناي، طبعاً، كان ينام... ينام ويعمل...
Share message here, إقرأ المزيد
ليل تشيلي