العقل هبةٌ به يفارق ‏الإنسان سائر البهائم، وهو ‏الذي يستعدُّ به لقبول ‏العلوم.‏ فنموّه ليس مرتبط بنموّ ‏الجسم بشكل صحيح فحسب ‏من الطفولة حتى ‏الشيخوخة، بل هو محتاج ‏لمعرفة الأساليب لتربيته ‏وتنميته وتطويره إلى ‏ذكاءٍ وزيادة قدرة على ‏التفكير والإبداع وجعله ‏أكثر علمًا ومعرفة، ‏وجعله يزداد خبرة ‏ومهارة، للقيام بمهمته في ‏الحياة على أكمل وجه. ‏ولا يخفى منزلة العقل عند ‏الباري عزّ وجل فهو ‏ملاك التّكليف والعقاب ‏وكذا لا يخفى هدف اللّه من ‏إنزال القرآن لتربية ‏الانسان ولذا فقد ورد في ‏الآيات أساليب تربوية ‏وأخرى تنموية وغيرها ‏تحفيزية لترفد العقل بما ‏يثريه وتحذّر من أساليب ‏في الحياة تعطّل العقل ‏وتجعله متّبع أعمى لما ‏ألِفَه عند السّابقين. في هذا ‏الكتاب سعت الباحثة أن ‏تتقصّى الآيات لاستخراج ‏هذه الأساليب وبيانها ‏وتحليلها في أربعة ‏مباحث مختلفة مع بيان ‏النماذج من الآيات ‏وسردها. بهدف إثراء ‏المحتوى العربي ‏التنمويّ لتربية الأجيال ‏في خضمّ ما يطرح من نتاج ‏تراكمي للمعرفة ‏البشريّة. فإنّ ما في القرآن ‏أرقى وأسمى وأوفى. نسأل ‏اللّه أن يكون فيه فائدة ‏تُرجى وثواب من اللّه ‏يُعطى.‏