الجبال الثلاثة تشكّل رؤوسها نتوءات متوازية وبشكل حاد. وحين تراها في المساء؛ يخيل إليك أنك ترى أنياب الأغوال التي عناها أمرؤ القيس في معلقته الشهيرة حين قال:
أيقتلني والمشرفيُّ مضاجعي ومسنونة زرقٌ كأنياب أغوالِ([1])
بل هي أنياب الغول بعينه، فإذا ما جاء الليل، بدتْ تحت ضوء القمر شاخصة، يُخيل لمن رآها أنه يرى شبحا من الجن. ولذا، يُحيل إنسان الخلاء، كل ما لا يجدُ له تفسيرا، إلى الجنِّ التي تكبرُ في مخيلته منذ الإزل. وفي القران الكريم تتضح، مسألة الجنٍّ وكيف يخافها البشر، (وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِن، فزادوهم رهقاً)([2]).وهكذا، يظلُّ هذا العالم المسكون بالخوف، هو أحد العوالم التي تصيغ مشهد الإنسان، الحذِر من العوالم المخفية والغيبية، ويظلُّ تأثيرها عليه كاملا في غياب تام عن العلم والتداوي من الأمراض التي يعيدُ أسبابها دائما للجن .
([1]) أمرؤ القيس ، الديوان، 2014، دار الكتب العلمية ،ص 125، ومطلعها : ألا عم صباحا أيها الطلل الباليوهل يعمن من كان في العصر الخالي ، )القيس 2014(
([2]) سورة الجن، آية رقم 6