لعل خير وصف لكتاب "جسر من ضوء" للدكتور خالد الراجحي أنه "شهادة شخصية معينة" لمرحلة عاشها من يكتب وأراد مشاركة القارئ عيشها؛ فالكاتب هو بطل هذا الكتاب بما هو بوح وتأملات في دروب قلاسقو ودروب الحياة؛ يسرد فيه ما اكتسبه وتعلمه في رحلته الدراسية، بأسلوب هو أقرب إلى حوار الذات ومناقشتها ومناجاتها، ومحاولة الوصول معها لنقاط التقاء تساعد على فهم واقعٍ جديد تعيشه وتعيد رسم ملامح الحياة بحب وبأمل وتفاؤل كبير.
ولأن خير الكلام ما يصدر عن صاحبه يُعبر الكاتب عن عمله هذا بالقول: "هذا الكتاب هو جماع ما استفدته وتعلمته من خبرات وتجارب بجامعة (قلاسقو) العريقة بأسكتلندا، وقد تكللت - بحمد الله - بالحصول على شهادة الدكتوراه في تخصص الإدارة الدولية، وكان عنوان الرسالة: "تأثير العلامة التجارية وبلد المنشأ في الرغبة بالشراء في المملكة العربية السعودية".
هنا أنثرُ عبير الأحداث، وأدوّن الوجوه التي قابلتها، والصعاب التي واجهتني، وما صُقِلت به نفسي، هنا أنا في مرحلةٍ ما من حياتي، مرحلة غيرتني بلا شك، وكانت خطوة في سبيل خطوات قادمة.
كنت قد تحدثت لبعض الأحبة والرفاق عن بعض هذه التجارب والخبرات، فاقترح عليَّ بعضهم ضرورة تدوين هذه التجربة، التي قد تكون مفيدة للبعض، وقد تكون إضافة متواضعة لأدب الرحلات الذي اشتهر به العرب والمسلمون منذ القدم...".
ولأن لكل بداية خواتيمها ينهي الكاتب تجربته بالقول: "فهذه قطعة مسطورة من ذاكرة اختبأت في زوايا نفسي.. أحببت أن أضعها بين يدي العابرين من هنا، لعل فيها بعض الذي يستحق ويفيد!".
وعليه، قسم الكاتب عمله إلى فترات زمكانية تبدأ مع أول يوم لوصوله إلى قلاسقو ... وحتى لحظة حصوله على الشهادة ورجوعه إلى ربوع الوطن. وتتضمن: "مقدمة" يتبعها العناوين الآتية: البدايات، الدراسة، الشخصيات، الخبرات والتجارب، النهايات، وأخيراً الملاحق وتضم معلومات عن أسكتلندا وجامعة قلاسقو وصور أرشيفية وفوتوغرافية من قلاسقو.