تكتنف معالجة ظاهرة الزمن في اللغة صعوبات عدة، نظراً إلى تعدد العناصر المساهمة في تشكيل الإحالة الزمنية في جمل اللغات الطبيعية، علاوة عن انتماء هذه العناصر إلى مستويات متباينة، وتعدد المستويات التي يمكن أن تشكل مجالات ملائمة لتخصيص الدلالة الزمنية، ويرتبط هذا التعدد بتباين مظاهر الزمن، فالزمن ذو مظهر صرفي وتركيبي ودلالي ومنطقي وتداولي. وكل مقاربة تروم تحقيق مطلب الشمولية في معالجة النظام الزمني ينبغي أن تراعي تفاعل هذه المظاهر.
ومن المهام الكبرى التي ينبغي أن يضطلع بها البحث اللساني الإبانة عن الخصائص المميزة أو المشتركة بين السمات التصريفية للفعل، والزمن إحداها، فالفعل يحمل نسقاً من السمات التصريفية للفعل، والزمن إحداها، فالفعل يحمل نسقاً من السمات النحوية، مثل الجنس والعدد والشخص والجهة والواجه والزمن، ومن الخصائص العامة لسمة الزمن النحوية قابليتها للتحييد، أو عدم التوافق بين التخصيص الصرفي القبلي والدلالة، بالإضافة إلى خاصية الالتباس الدلالي في السياق، أو الورود باعتباره سمة فارغة مفتقرة إلى تخصيص محدد، فهذه الخصائص العامة تستوجب البحث عن نظيرها في نسق السمات النحوية بشكل عام، وفي نسق السمات التصريفية للفعل بشكل خاص.
Share message here, إقرأ المزيد
الزمن في اللغة العربية : بنياته التركيبية والدلالية