(يتبنى القارئ المقاوم تحقيق أهداف مشروع المحافظة على الثوابت القارة والمتوارثة في المجتمع والدين ، دون النظر إلى أبعادها المتغيرة والمقبولة شرعًا وعرفًا، متخذًا من النقد رسالة توعوية تربوية وعظية، وأحيانًا أخرى من الأدب أيضًا مسارًا آخر لنقد النصوص الروائية الخارقة للمألوف، شاحنًا شرايين المتلقي العادي المفتقد للأوليات النقدية والمعرفية ضد ما يسميه (نصوصًا مقاومة).ويدرك منشئ النص الروائي المقاوم أبعاده المحظورة؛ لذا فهو يحدد ملامح القراءة المقاومة المنطلقة من بنيات نصه الروائي، متجلية في رموز موهمة تحتمل تعددًا تأويليًّا، أو في شخصيات إنسانية واقعية مباشرة، يقف النقد إزاءها في رفض مباشر، أو في شرح وتفسير موثق بالمرجعيات ورفض مقنن بعد ذلك للتحديدات الوظيفية المقصودة من النص.وتسعى هذه الدراسة إلى تحديد السمات الموضوعاتية المشتركة بين النص الروائي المقاوم، والنص النقدي المقاوم له، ومن خلال ذلك تتكشف لها مبررات القراءة المقاومة والتي لاتمت للفن الروائي بصلة.)