الشاعر شاهر الخضرة هو سليل مدرسة الشعر الشامي، وهي المدرسة التي احتفت بالصورة والإيقاع، وحوّلت القصيدة إلى مهرجان لغوي كبير يتشكل في أعماق اللاوعي، ويتمظهر عند شاعرنا عبر المرونة الشعرية في قالب دينامي تتلقف فورانه القراءة الذكية المعاصرة؛ الفردية في الاكتشاف والإنفتاح على المجهول والإمساك بلحظة الشعر الغائبة، في معادلة جديدة ورؤية شعرية تحمل فتيل تحويل ونقل الواقع إلى الشعر، بدلاً من نقل الشعر إلى الواقع، خارج نمطية المعاني المتداولة. إنه نموذج شعري جديد يحمل خصوصية مختلفة وهو ما ترسخ في تجربة الشاعر الإبداعية هذه.
يضم الكتاب الأعمال الشعرية للشاعر شاهر خضرة في جزئين تتضمن دواوينه الشعرية التي لم يسبق له أن نشرها من عام 2007 حتى اليوم (تاريخ صدور هذا العمل 2014).
تحت عنوان (مرآتنا ثالوثها الشعراء) قصيدة مهداة إلى أمير خلف وإلى فرحات إبراهيم يقول الشاعر: "في كل أودية أهيمُ مع الطيور / لي هدهدٌ يجتازُ بي / لي همّةٌ تُطوى لها كلُّ المسافات التي / لا يدركون قياسها / وحدي ولكن لستُ وحدي أنتما / حبلُ الوصال من الشعور / إلى جبال الأصفهان / إلى نهايتنا على المرآة / حيث أراك يا (فرحات) تهمس / في غيابة طائر (السيمورغ): أينك يا (أمير)! / وأجيبُ من خلف الصنوبرة الكثيفة / ها أنا (...)".

يتألف الكتاب من: قصائد (بي حكة في الجذور) ، قصائد من ديوان (مائيل في وحامه الكنعاني) ، قصائد (أبراجهن) ، قصائد (جسد الغيمة جرسُ) ، وقصائد (أهذي باحمراري) ... وقصائد أخرى.