يعتبر "حسين بن منصور الحلاج" الوجه الأكثر إثارة للعجب والأشد غموضاً في تاريخ الثقافة والفكر الإيرانيين، ومع أن كثيراً من المؤلفات والرسال قد كتب وألّف عن حياة "الحلاج" وشرح أفكاره، لكن وجهه التقدمي والفكري ما زال في الحقيقة مجهولاً. ولعل رسالة "الحلاج" هي الدراسة الأكثر عملية التي قدمت حتى الآن في حق هذا "الرجل العظيم" في ميدان العمل والفكر. إن المؤلف مع الإعتقاد بأنه من أجل التقرّب من الحلاج، لا بد إبتداءاً الإبتعاد عنه، وبالإستناد إلى القاعدة، أن أي شخصية تاريخية إنما هي حصيلة مسار تاريخي... إجتماعي وتظهر في مجرى التطبيق وإدراك القيم الإجتماعية وتأخذ شكلها وتجد قوامها للإجابة على ضرورة موضوعية وإجتماعية يطلب حضورها في الساحة... وتتناول التيارات الإقتصادية - الإجتماعية والثقافية لما قبل "الحلاج" بالبحث والإستقصاء. في المقدور أن تذكر في فصول هذا الكتيب: الخلافة العباسية والتطور الإقطاعي - ثورة الزنج وإنتفاضة القرامطة - الإسلام وصراع الأفكار - الزنادقة والمفكرين الماديين - ألوهية الإنسان - الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية لعهد الحلاج وغيرها... يحتوي هذا الكتاب الصغير بحجمه الكبير بمضمونه قسماً من الفصل الأخير التاسع "رسالة الحلاج في زاوية الرأي الآخر" التي يتناول المؤلف فيها تأثيراً أفكار ألوهية الإنسان للحلاج في الإنتفاضات القومية والتقدمية.