يعد موضوع المطبخ العربي موضوعاً اقتصادياً بالدرجة الأساس, ولكن تناوله على وفق سيرورة التاريخ العربي ـــ الإسلامي, يمنحه صفة تاريخية تتعلق بالدراسات الثقافية التي تدرس التراث الإنساني من حيث تعلقه بحياة الإنسان ومعاناته في الأكل والملبس وفي علاقته بالسلطة, أو الدين من حيث التحريم والإباحة للطعام والشراب, وهو ما يمنحه صفة الموسوعية والشمول لتعدد الحاجات اليهما؛ فضلاً عن كونه ظاهر شعبية لها صلة بالرقعة الجغرافية التي يعيش فيها الناس ويحاولون أن يؤسسوا وجودهم عليها, كما أنه موضوع يتعلق بطبقات الناس وقدرتهم على تحقيق الرفاه أو الكفاف, وهذا ما يجعل تناوله من قبل الباحثين المحدثين نادراً, أو على وفق مواصفات خاصة؛ بينما نال اهتمام العامة والخاصة بوقت مبكر. لقد تناول الكتاب الجوانب المختلفة لتأثير الأطعمة والأغذية والأشربة, على الإنسان, فحاول توظيفها من أجل الإلمام بالموضوع من جوانبه النختلفة: دينياً, وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وجسدياً وفكرياً, ومن خلال هذا التنوع في التناول تشابكت القوى المسيطرة على قدرات الإنسان وعواطفه وغرائزه, بعد أن دخلت الأساطير والطقوس الدينية في التحليل والتحريم, ففرضت مواقفها.
Share message here, إقرأ المزيد
المطبخ العربي