إن الأب يواكيم مبارك بأعماله المكتوبة الجليلة أثّر تأثيراً رائعاً على كل من عاصروه وتعرفوا إليه، فقد ألهم جيلاً كاملاً من العنصر الشاب أيما تأثير، وما يميز أعمال يواكيم مبارك من الناحية الفكرية، كما من الناحية الإنسانية، هي النظرة الشاملة المنفتحة والثاقبة ذات الآفاق الحاضرة والمستقبلية البناءة والمتفائلة لتأمين الانسجام والمودة ليس بين أبناء لبنان فحسب، بل أيضاً بين العرب أنفسهم. إن مقاربة يواكيم مبارك في قراءة تاريخ العلاقات المسيحية الإسلامية هي مقاربة موضوعية بشكل لافت، وإن كان متجذراً في المسيحية ويؤمن بها إيماناً ساطعاً منفتحاً على أبناء الديانات الأخرى.