المرأة هي القصيدة، هكذا صورتها الشاعرة "عُلا الشامي" في (بلا كحول)، ولا ضير في ذلك فكل شعر كتب أو يكتب، مرتبط بالمرأة، والمرأة تجد في الشعر رجلها وبطلها ومحرض أنوثتها؛ وهو يجمّلها ويكملها ويعطرها ويحميها من الذبول والنسيان.
في القصيدة التي تفتتح بها الشاعرة الديوان "أنا وأنت والقصيدة" نقرأ:
تعال أحبك هنا/ في قصيدة صغيرة.../ أختبئ فيها منك أحياناً/ فتبحث عني في سطورها/ وأنا أقف ألفاً في كلمة ما/ أو أجلس واواً في كلمة أخرى/ أريدها قصيدة موزونة/ كي أعبث باتزانها/ واتزانك معها/ وأدمر بحرها/ وأعتقها من بحر رتيب/ هادئ لا يعرف الهيجان/ (...)، أنا وأنت والقصيدة/ وكل كلماتي الضائعة/ وضياعي بينك والقصيدة/ أقرأ قصائد العالم علّني أجدك/ وأكتب القصائد كي أنجبك،/ فأحبّك... حبّاً محرماً...".
بهذا المعنى تكون عُلا الشامي قد نجحت في التغلغل إلى نفسية بنات جنسها، متوارية خلف المعاني والكلمات. "وأختبئ أنا خلف تلك المعاني الضائعة/ وأنتظر أن تجدني..."، فالمرأة والرجل والقصيدة يكملان بعضهما البعض ولا تستقيم الحياة إلا بهم عند عُلا الشامي ومن هنا جاء هذا الديوان عن المرأة وللمرأة معاً، لا تملك إلا أن تصغي له وتقرأه حين يأتيك.
يضم الديوان ما يزيد عن الخمسون قصيدة في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: "أنا وأنت والقصيدة"، "قبيلة من أنفاس"، "نخب هذا الكوكب!"، "غداً"، "أنا...وأنا!"، "أبحث عنها"، "ظلّي"، "بين النقيضين"، "سأحررها"، (...) وقصائد أخرى.