كان يحلو لي دوماً أن أسمّي نفسي قارئاً مثلما يُسمّى الطبيب طبيباً والمهندس مهندساً والنجّار نجّاراً ... ولطالما خطر لي أن أجيب الذين يسألونني عن اختصاصي أو مهنتي قائلاً: قارئ. ولكن، لم أجرؤ مرّة على مثل هذا الجواب. سيظنّونني مجنوناً أو أبله، أو قد يظنّون أنني أمازحهم. ولكن، لو أكّدتُ لهم هذه الصفة لضحكوا حتماً وسخروا منّي. ماذا يعني أن يكون الشخص قارئاً؟ أهذه مهنة حقّاً؟ لم يهمّني يوماً ما يُمكن أن يقول الآخرون عنّي، ولم تكن تعنيني الصّورة التي يرسمونها لي. كنتُ قرّرتُ من تلقاء نفسي أن أكون فقط قارئاً. بل أن أخلق مهنة جديدة لا تتطلّب اختصاصاً ولا دراسة: القارئ. لم يكن من معنى لحياتي خارج الكُتُب، بل الروايات. خارج القراءة كنتُ لا أحدَ. أصبحتُ قارئاً من دون أن أفسّر هذه القضيّة. ولم أبحث في كُتُب النقد عن مفهوم القراءة والقارئ. أنا قارئ وكفى
Share message here, إقرأ المزيد
الحياة ليست رواية