كانت منطقة عسير هي همزة الوصل بين مؤلفات هاشم النعمي ـــ وإن اختلفت أغراض الكتابة وتنوعت ـــ فإنها تقدم بالضرورة إشارات يمكن بواسطتها فهم المجتمع العسيري ودراسة أحواله وعاداته، كذلك دلالة على الطبقات الاجتماعية؛ سواء من الأسر المحلية التي تعاقبت على إمارة عسير من المتاحمة وآل عائض، أو الأسر العلمية حيث قدمت صورة واضحة عن معاقل العلم في عسير؛ حيث توافد طلاب العلم والأسر المتصدرة في ذلك أمثال آل الحفظي في رجال ألمع، وبذلك شكلت خلفية جيدة كانت دلالة على جوانب الحركة الفكرية وتطورها في منطقة عسير أثناء فترة زمنية ركز عليها هاشم النعمي وقلما تجاوزها في مؤلفاته وكتاباته، وهي ما بين 1215-1415هـ/1800-1995م، مرت المنطقة فيها بعدة مراحل انتقالية على كافة الأصعدة، والتي لها دورها في التأثير على الإنسان وتكوينه من الناحيتين الإيجابية والسلبية على حد سواء. وعلى كل حال لا تُعدُّ مؤلفات هاشم النعمي جديدة على صور الكتابة التاريخية وأنماطها في عصره؛ إنما ميزها الاختصاص والسبق في مجالها بالنسبة للكتّاب المحليين والمعاصرين.