إن الشاعر (محمود درويش) هو شاعر القضية الفلسطينية الأول إلا أن همه أبداً لم يكن محصوراً بالحدود الجغرافية لفلسطين أو حتى للعالم العربي.
إن هَم الشاعر (محمود درويش) كان دائماً هماً إنسانياً عالمياً وكأن إحساسه الفطري كان يخبره أن مأساة الإنسان في كل بقاع الأرض هي ذاتها، ولا تختلف عنده مأساة الهنود الحمر عن مأساة الشعب الفلسطيني أو مأساة مواطني جنوب إفريقيا السود إلا في إختلاف المكان والزمان...
عند قراءة قصائد الشاعر (محمود درويش) تدرك أنه يمتلك موهبة الساحر في تغيير شكل ولون وطعم القصيدة ويبقى جمهوره مشدوداً إلى تقلبات قصائده دون أن يملك الفكاك من سحر الكلمات...
إن عالم محمود درويش الشعري هو عالم متميز فيه العصافير وريتا والحصار والبندقية كما نجد أبا فراس والمتنبي والسنونو والتتار... جميعهم في رؤية حياتية واحدة متكاملة.
يتضمن هذا الكتاب نخبة من أجمل أشعار الشاعر (محمود درويش) المنتقاة من دواوينه بالإضافة إلى مدخل عن رحلة حياة وإبداع هذا الشاعر الكبير.