لا يقدم لنا شكسبير في "عطيل" شخصيات منمقة، فعطيل لا يخلو من العيوب، على الرغم من كونه شخصية نبيلة، ويتسبب ياغو في سقوط عطيل من خلال غيرته الشديدة. وهذه الرؤية تفتقد الاهتمام بمسوغات الكراهية التي يضمرها ياغو للقائد عطيل.
تمثل هذه الرؤية العنصرية التي تعبر عنها كراهية ياغو أحد الجوانب التي يقدمها شكسبير لمفهوم العنصرية بشكل عام. والمشكلة التي حد ذاتها هي عزلة عطيل وغربته عن نفسه وعن المجتمع، وهي تمثل جانباً أكثر أهمية من جوانب مفهوم العنصرية الذي يطرحه "عطيل".
وقد ناقش عدد من النقاد المعاصرين هذه المشكلة، ولا سيما أولئك الذين ينتمون إلى مدرسة التحليل النفسي، باعتبار أن هذا قدر المهاجرين الذين يغيشون في مجتمع لا يتقبلهم بصورة تحق لهم الاندماج فيه، ولا يحقق لهم المساواة مع أبنائه مهما عظمت إنجازات هؤلاء المهاجرين، وتجعلهم في محاولة اندماجهم في هذا المجتمع متآمرين على أنفسهم، وهم يعلمون ذلك حتى لو لم يتقبلوا الأمر بسهولة.
Share message here, إقرأ المزيد
عطيل







