في هذا الكتاب الأول من "دين الحياء" يضع الفيلسوف الكبير طه عبد الرحمن أسُس فكر أخلاقي جديد يستجيب لمطلبين: أحدهما، إقدار المسلم على إستئناف عطائه الفكري بعد طول إنقطاع؛ فقد أنشأ عُدّة متميزة من المفاهيم ضاربة جذورها في ثقافة المسلم ذات البعدين: الأفقي والعمودي، واستخرج جملة مخصوصة من المبادئ التي تُحدّد أصالته التاريخية ومسؤوليته الإنسانية؛ والثاني، إعداد المسلم للإسهام مع الآخرين في إنتاج فكر يُنقذ "الإنسان المعاصر" من الهلاك؛ إذ أن هذا الإنسان خان ما ائتمن عليه من القيم الأخلاقية والروحية، فبات يحتاج إلى تعاقد جديد بديل من "العقد الإجتماعي" يُخرجه، لا من "حالة الطبيعة" إلى "الحالة المدنية"، وإنما من "حالة الخيانة" إلى "حالة الامانة"؛ وقد سماه هذا المفكر المبدع بإسم "الميثاق الإئتماني" الذي يصل الإنسان بالخالق بقدر ما يصله بالمخلوقات، مقيماً هذه الصلة المزدوجة على ضرورة التحقّق بخلق "الحياء".
Share message here, إقرأ المزيد
دين الحياء - الجزء الأول : من الفقه الائتماري إلى الفقه الإئتماني