كتاب فريد في بابه وموضوعه، حول "رسم المفتي" ذاك العلم الذي يبحث في كيفية تطبيق الفقه والعمل به، وهو من مستلزمات تكوين الملكة الفقهية التي يقدر بها المرء على فهم الفقه ومعايشته وتعليمه والإفتاء به، وبدون ضبطه لا يستفاد من الفقه على الوجه المعتبر.
فبه تفهم العبارة ويميز بين المسائل صحيحها من سقيمها، ويعرف الراجح من المرجوح، ومناهج الكتب والمؤلفين، ومتى يتغير الحكم بالضرورة والبلوى، والمصلحة المعتبرة، والتيسير، ودفع الحرج، وكيف يفهم العرف وتغيُّر الزمان، وكيف نضبط أصول الأبواب ومباني المسائل.
جمع هذا الكتاب تلك الفوائد مرتبة مع شرحها في ثلاثة أساليب "نظم"، و"شرح"، ثم "حاشية بتعليق"، وقد تميزت الحاشية بأسلوبها في تحقيق الطبقات، والتمييز بين مدرستي محدثي الفقهاء والفقهاء، والمتأخرين والمتقدمين. وحوت تعليقات ترفع الإشكال وتوضح المقال.