نادرا ما نجد معالجة موضوعة فلسفية او فكرية او دينية او تراثية تاريخية، او دراسة في الانثروبولوجيا، إلا ونجدها متعالقة بالميتافيزيقيا وتفريعاتها ، تعانقا لا يمكن اغفاله او تجاوزه، كما نجد تعالق الفلسفة والعلم والطبيعة والدين، ومعظم الحضارات على الارض، مع الكثير من جوانب الميتافيزيقيا حتى في دراسة الاساطير والميثولوجيا، والخرافات البدائية والمعاصرة.
كان اختياري لموضوعتي الموت والوجود في تداخلهما الفلسفي والميتافيزيقي وفي ثناياهما تناولت الخلود، والجنة، والبعث، وعلاقة الروح بالجسد، قبل الموت وبعده، من وجهة نظر الدين والفلسفة .
ان حتمية الموت البيولوجي – الوجودي للانسان، او كما يطلق عليه سارتر (الموت ضرورة انطولوجية) فهذا لا يعني ان الموت نهاية الانسان كنوع يعيش الحياة والطبيعة، وانما الموت هنا هو نهاية حياة فرد واحد من مجموع جنسي بشري مستمر في التناسل، والانسان محكوم بحتمية القانون الطبيعي البايولوجي للاحياء بالموت منذ لحظة ولادته ومجيئه للحياة.
محتويات الكتاب المتشعبة فلسفيا وفكريا، لو اردت لها الكمال لما انجزت هذا الجهد المتواضع في كتاب، ويبقى السعي نحو الكمال يمثل طموحا مستحيلا في كل منجز ابداعي في مناحِ الحياة .